الرسالة الفتحاوية (فتح جاءت في الزمن الصعب )

قبل انطلاق الثورة الفلسطينية في العام 1965 بزعامة حركة فتح كانت الهوية الوطنية الفلسطينية غائبة غيابا كاملا عن الساحة الدولية والعربية لدرجة أن الفلسطيني كان يخشى أن يعلن انتماءه لأي تنظيم سياسيي فلسطيني حيث كان من وجهة النظر العالمية والعربية لاجئا مسكينا يستحق الشفقة ولا يحظى بالاحترام حتى على حدود معظم الدول العربية وكان النضال الفلسطيني مجرد تأوهات خافتة ومجرد خطبٍ عرمرمية وكان تحرير فلسطين مبررا لكل الانقلابات العسكرية وكانت المخيمات التي تحولت إلى مصانع رجال وعنوانا للحق الضائع عنوانا للذلِّ والهوان والقهر والقمع والحياة المحزنة البائسة. ولقد جاءت انطلاقة حركة فتح و الثورة الفلسطينية عام 1965 في الزمن الصعب وفتح هي الحركة التي تحملت صعاب البدايات و عانت ألم الولادة وهي صاحبة الطلقة والرصاصة الأولى لتنير طريق الهزيمة التي كانت تجذرت في القلوب والصدور، وفتح هي التي سبَحَتْ ضد التيار، وهي التي اخترقت الحدود المحروسة بالأسلاك الشائكة،وهي التي جعلت لفلسطيني هوية وبندقية رأس مرفوع بعد سنوات الخوف والذل وقاومت كل مشاريع الاحتواء والتبعية والوصايا على القرار الفلسطيني بقيادة الشهيد الثائر والمناضل السياسي ياسر عرفات الرقم الصعب .و حركة فتح عندما انطلقت في عام 1965 كان الإحباط الفلسطيني قد بلغ الذروة وكان حتى «الإخوان المسلمون» الذين انطلقت حركة «حماس» من رحمهم يناصبونها العداء ويعتبرونها ظاهرة غريبة على النضال الفلسطيني و البندقية الفدائية أصبحت عنوان تلك المرحلة وكان لا يعتبر فلسطينيا من لا يحمل هذه البندقية. لم يكن هناك مشروع إيراني في منتصف ستينات القرن الماضي استدعى المزيد من السخاء وتحويل بعض التنظيمات المستجدة على العمل الفلسطيني وعلى المقاومة الفلسطينية والنهج النضالي والسياسي بعد ذلك كما هو حاصل اليوم على الساحة الفلسطينية ولقد انطلت حركة فتح بإمكانيات ذاتية في البدايات على الأقل وكانت أبواب السجون بانتظار مقاتلين قادة حركة فتح بدل صالات كبار الشخصيات التي استقبلت قادة الحركات الوافدة التي جاءت متأخرة والتي نراها اليوم تحاول فرض نفسها كبديل على من كان صاحب أول قرار فلسطيني لتبني الكفاح المسلح وسيلة لتحرير فلسطين أرضًا وإنسانا وحيث كان الكفاح المسلح بمثابة الانتحار بمواصفات تلك المرحلة المتقدمة. وإن معظم قادة الثورة، التي انطلقت في الفاتح من عام 1965، بدأوا مقاتلين وقاموا بتنفيذ العمليات العسكرية مثلهم مثل غيرهم وخلافا لزعماء التنظيمات التي وفدت إلى ساحة العمل الفلسطيني متأخرة نحو ربع القرن، فإن ياسر عرفات لم يأت إلى طريق الزعامة معبدة بقوة إيران الثورة وحلفائها وبقوة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بل من خلال «القواعد» ومن خلال إصراره صون القرار الفلسطيني من الاحتواء والتبعية لأي جهة كانت عربية أو إقليمية وكذلك قيامه على قيادة العمليات الفدائية إلى فلسطين المحتلة منذ عام 1948 عبر هضبة الجولان والضفة الغربية التي بعد احتلالها أصر أبو عمار على الذهاب إليها لإعادة تنظيم المقاومة وإعداد المجموعات القتالية، ولعل ما هو غير معروف أن (أبو عمار) خلال وجوده في الضفة الغربية، كاد أن يقع في أيدي الجنود الإسرائيليين قبل أن يضطر للمغادرة تحت ضغط ضرورة التفرغ السياسي والميداني بعد المستجدات العربية والفلسطينية التي ترتبت على الاحتلال الإسرائيلي.إذن الزمن الصعب هو الزمن والوقت الذي انطلقت فيه ومن خلاله الثورة الفلسطينية عام 65 أما زمن هؤلاء الذين جاءوا إلى الساحة الفلسطينية بعد اثنين وعشرين عاما من انطلاقة الثورة وكانت الطرق أمامهم ممهدة فهو الزمن السهل وهو الزمن الخاطئ، فـ«حماس» ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب وهي إذا كان من حقها أن تعتز وتفاخر بمن سقطوا شهداء من قادتها، رحمهم الله، فإنه لا يجوز لها و ليس من حقها أن تحاول شطب نضال من سبقها وكان قبلها وتحاول أن تفرض و تكرس أنها بداية المقاومة وبداية الشهداء، وتنسى أنه سبق شهداءها شهداء أبرارٌ أيضا من بينهم «أبو يوسف النجار» وكمال عدوان وكمال ناصر وغسان كنفاني وسعد صايل وخليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) وهايل عبد الحميد.. وأبو علي مصطفي وغيره من كافة التنظيمات الفلسطينية التي سبقت حماس بسنوات بالانطلاقة والعمل النضالي المسلح وعلى رأسهم شمس الشهداء ومفجر الثورة وصانع السلام ياسر عرفات أبو عمار وكذلك كافة شهداء الانتفاضة الأولى والثانية وكل من استشهد على أرض فلسطين.وبعد هذا المشوار الطويل من النضال والكفاح هناك أسئلة توجه لمن يريد فرض نفسه كبديل لكل هذه التضحيات من الشهداء والجرحى والأسري . لماذا استنكف الإخوان المسلمون (الفلسطينيون على الأقل) عن الانضمام إلى ظاهرة الكفاح المسلح والثورة الفلسطينية لأكثر من عشرين عاما وناصبوها العداء خلال كل هذه الفترة؟ ولماذا اختاروا فترة نهايات عقد ثمانينات القرن الماضي وأعلنوا إنشاء حركة «حماس» مستفيدين من أجواء الانتفاضة الأولى التي جاءت ردّا على خروج منظمة التحرير وقواتها من بيروت أولا ولاحقا من كل الأراضي اللبنانية..؟!لماذا رفضت «حماس ومازالت ترفض الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية بل تطرح نفسها وتطرح التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وتطرح إيران بعد أن تبنتها في عام 1995 كبديل لهذه المنظمة وكبديل للمقاومة والثورة التي انطلقت في عام 1965 ؟ وكذلك قامت هذه الحركة التي رفضت عملية السلام ووصلت إلى الحكم عبر ثقوب اتفاقيات أوسلو و بفصل قطاع غزة عن الضفة ونفذت الانقلاب الذي نفذته بلا أي مبرر مقنع في أسوأ لحظة مرت بها القضية الفلسطينية وأعطت الإسرائيليين الذريعة التي هم بأمس الحاجة إليها للتملص والتهرب من استحقاقات عملية السلام..؟!. نقول أن المشروع الوطني الفلسطيني و منظمة التحرير بحاجة إلى إصلاح وإلى إعادة بناء، ولكن هذا لا يأتي من خلال السعي لهدم المنظمة والتشكيك في تمثيلها للشعب الفلسطيني ولا يأتي التغير والإصلاح بإدخال المشروع الفلسطيني تحت الوصايا والتبعية فالولد الصالح لا يلجأ لقتل والده المريض بل يعمل كل جهد لإنقاذه وعلاجه وشفائهوهذا الطريق و الأسلوب الذي يجب أن تقوم به «حماس» تجاه منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني التي رغم كل ما تعانيه من أمراض وأوجاع إلا أنه لا بديل لها في هذه اللحظة التاريخية المصيرية. حركة التحرير الوطني الفلسطينية فتح مستودع الدم والمهر يبذلوه الأوفياء فداء فلسطين وعرين الأسود و الفهود محفل الشهداء وميادين الأقصى ومعبد العزة وملحمة القسم لصناعة القرار والنصر من رحم النكبة والنكسة انطلقت وحلقت في سماء الدنيا وتعود من جديد كا طائر الفنيق إنها أول الرصاص و أول الحجارة وأول الاستشهاد ولدت من رحم الهزيمة لتبعث النصر والتحرير وفتح بعظمتها ما تأخرت يوماً عن نداء الدم والعطاء والإقدام وعلى امتلاك القرار وزمام المبادرة والانتماء0 وفتح صخرة تتكسر عليها كل المؤامرات الكون ومشاريع الإلغاءإن الذي جاء في الزمن الصعب هو حركة فتح وليس حركة حماس التي جاءت بعد اثنين وعشرين عاما من انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وبعد أن حصلت منظمة التحرير على اعتراف معظم دول العالم وغدت عضوا مراقبا في الأمم المتحدة وغدا العلم الفلسطيني يُرفع كل صباح فوق مباني سفارات معترف بها في كل العواصم العربية وفي كل العواصم الإسلامية

أكيد يأخي معتز حركة فتح الها فضل كبير في قضيتنا والقضية الفلسطينية وهيا الها دور كبير كتير في العمل الوطني وكمان عن قريب انشاللة بتنحل الخلافات الموجودة بين حركة فتح وحماس

مشكور علي جهدك الرائع اخي معتز ... ونتظر مزيدك ..
وتحياتي الك

مشكورين لمروركم على مواضيعي
فوجودكم بين سطوري يزيدني شرفا
تحياتي لكل الرفاق

شكراااا لك أخي على الملخص التاريخي لحركة "فتح"

وانشاء الله تعود حركة فتح حركة ثورية نضالية من اجل الوطن والشعب...كما اعتدنا عليها دائما

أخي فتح ما زالت ثورية ومناضلة ولكن الأيادي السوداء تمنعها من القماومة وتأخذ سلاحها لكي يحقد عليها الشعي ويفكرها ما بتقاوم ولكن فتح ما زالت أم الرجال
ومخرجة الأبطال

نعم أعلم ذلك أخي معتز
شكر على مشاركتك الفعالة

العفو يا رفيقي ما تحياتي
أنا المارد الفتحاوي الأصفر